أبـــادول
مطر خفيف كالبكاء يرش*ق الرمال الناعمة بعذوبة، من بعيدٍ ثمّة نهر ريّان يتدفق ماؤه العذب بهدوء. ضوء الشمس الذهبي يميل بدلال فيداع*ب تلك الغدران الصغيرة التي تكونت هنا وهناك لتنعكس ألوان الطيف وتتعانق في الهواء. سعف النخيل يظلل الأفق من بعيد وكأنّه سحاب أخض*ر.
صيحة غريبة صمّت أذنيًه ثُمّ شعر فجأة بمخاًلب تقبض على كتفيه، فرفع بصره ورأى طائرًا عملاقا يبسط جناحيه مظللا فوق رأسه، تسارعت أنفاسه وهو يطير على ارتفاعٍ شاهق فوق وادٍ عميق يقطعه نهر ماؤه رقرا*ق زمرّدي اللون!
لاحت من بعيد أكوا*خٌ صغيرة لكنّها متقاربة مصفوفة بانتظام في مجاميع يفصل بينها ممرّات أرضها مغطاة بزهور صغيرة صفراء. تناهى إلى سمعه صوت أنث*وي ناعم، كان يناديه ويكرر كلمة غريبة لم يدرك كنهها!
استعذب الصوت للحظات لكنّ خفقات قلبه التي بدأت تؤلمه في صدره أنسته حلاوة الصوت، وفجأة! انفلت من بين مخالب الطائر ليهوي تجاه مصبّ ذاك النهر الفيّاض بسرعة شديدة، كان لون الماء يزداد قتامة كلّما اقترب منه، أراد أن يرفع عينيه ليرى هيئة الطائر الذي كان يحمله، لكن ظِلّ جناحيه الكبيرين المهيبين كان قد حجب عن عينيه كلّ شيء.
فتح ذراعيه وباعد بين ساقيه فحلّ*ق لفترة وجيزةٍ، للحظات شعر أنّه أخفّ من الريشة، وكأنّه يحلّق بروحه لا بجسده، على صفحة الماء لاح له رمز غريب الشكل، حدّق فيه وهو يقترب، ويقترب، ويقترب، وفجأة ألتقمه الظلام، وظل رنين حاد يتصاعد مخترقًا أذن*يه.
......
تابع قراءة الرواية هنا
الحقوق محفوظه للكاتب
حنان لاشين هي كاتبة روائية مصرية حاصلة على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية، وهي عضو اتحاد كتاب مصر. نُشرت لها عدة مقالات في مواقع مثل «طريق الإسلام» و«صيد الفوائد» وعلى شبكة الألوكة ومجلة «ممكن» الشبابية وكذلك مجلة «ببساطة» الإلكترونية.
حازت على المركز الأول في مسابقة قصص الخيال العلمي بموقع عمرو خالد عام 2005، حيث شاركت برواية «السرداب» عن العالم العربي «ثابت بن قرّة».